مزادات ساعة كارتييه بورتیکو ميستري الثالثة

لأكثر من قرنين من الزمان، بنت "فيليبس" إرثًا عريقًا باعتبارها واحدة من أرقى دور المزادات العالمية، حيث تخصصت في الفنون، والتصاميم المميزة، والمجوهرات، وبالتأكيد، الساعات. واليوم، تُعد "فيليبس" واحدة من أبرز وأشهر منصات المزادات في العالم. وفي عام 2024، رسخت "فيليبس" هيمنتها على مزادات الساعات، حيث عرضت 1,790 قطعة عبر 12 مزاد، شمل منها ثمانية مزادات مباشرة وأربعة عبر الإنترنت. وقد حققت مبيعات سنوية بلغت 212.3 مليون دولار أمريكي، متجاوزة حاجز 200 مليون دولار للسنة الرابعة على التوالي، وهو إنجاز لم تحققه أي دار مزادات أخرى.

تستهل دار المزادات الشهيرة "فيليبس" موسم 2025 بمزاد "جنيف للساعات، النسخة الحادية والعشرين"، الذي سيُعقد يومي 10 و11 مايو المقبل. ومن أبرز القطع المعروضة ساعة "كارتير بورتكو ميستري الثالثة"، التي تنتمي إلى فئة من التحف الزمنية المبتكرة لدرجة أن حتى مندوبي مبيعات "كارتير" كانوا يعجزون عن تفسير آلية عملها عندما قُدمت لأول مرة.

لقد شكلت ساعة "ميستري" لدى "كارتير" منصة للتعبير الفني، حيث تميزت بالمجوهرات الفاخرة والإبداع الميكانيكي المذهل. واستُلهمت هذه الساعات من الخدع البصرية لصانع الساعات الفرنسي "جان يوجين روبرت-هودان" في القرن التاسع عشر. وتُعد سلسلة ساعات "بورتكو ميستري"، التي صُنعت بين عامي 1923 و1925، ذروة هذا الفن الراقي لدى "كارتير".

وقد تم ابتكار ساعات "بورتكو" بالتعاون مع صانع الساعات "موريس كويه"، وتعكس افتتان "كارتير" العميق بالفنون الآسيوية، مستلهمة من رؤية "لويس كارتير" وتصاميم "شارل جاكو" المستوحاة من الشرق الأقصى. وبتصميم يشبه الجرس المعلق بين أعمدة مستوحاة من المعابد، دمجت هذه الساعات بين العناصر المعمارية الشرقية والبراعة الميكانيكية المعقدة. وعلى عكس ساعات "ميستري" التقليدية التي تُخفي الحركة الميكانيكية في الصندوق، كانت حركة ساعات "بورتكو" موضوعة فوق الميناء.

كل ساعة من ساعات "بورتكو" كانت عملًا فنيًا فريدًا، تزيّنت بمواد راقية مثل الكريستال الصخري، والعقيق الأسود، وحجر الجاد الأخضر، والكوارتز الوردي، والماس. وقد عُرضت هذه الساعات في معرض باريس للفنون عام 1925، ونالت حينها إعجاب النقاد الذين وصفوها بأنها من معجزات صناعة الساعات، وبدت وكأنها نسج من ضوء القمر.

وتُعد هذه القطعة المعروضة أحد أفخم وأهم ساعات هذه السلسلة النادرة. فهي تتميز بهيكل مصنوع من عمودين مربعين من الكوارتز الوردي، وهي تختلف عن الأعمدة المصنوعة عادةً من الكريستال الصخري. يُزيّن الصندوق بنقوش مطلية بالإينامل الأسود المستوحى من الزخارف الشرقية، بينما يحرس أسدَا "فو" جانبي الصندوق، وهو رمز للحماية الروحية والمادية. أما القوس العلوي، فهو مزخرف بالعقيق الأسود والكريستال الصخري والإينامل، تتوسطه ألماس مرصوف يرمز إلى حرف "شُو" (寿) الصيني، الذي يعني "طول العمر".

ويُعد الميناء المعلّق والمكون من اثني عشر ضلعًا من الكريستال الصخري تحفة قائمة بذاتها. وتطفو في وسطه عقارب مرصعة بألماس مقطوع على شكل وردة، بتصميم يمثل شكل التنين، وهو رمز مهم في الثقافة الصينية للثروة والقوة والازدهار. أما الإطار الخارجي للميناء، فهو مطعّم بقرع اللؤلؤ، ومزين بأرقام رومانية من العقيق الأسود والماس، ومحاط باثنتي عشرة لؤلؤة. 

تعمل الساعة بواسطة حركة بتعبئة يدوية من إنتاج "يوروبين واتش آند كلوك كو.". وتأتي الساعة مع صندوق خاص ومفتاح، كلاهما مرقّم ليتطابق مع رقم حركة الساعة. والجدير بالذكر أن ساعات "بورتكو" لم تُنتج بكميات كبيرة؛ إذ لم يُصنع منها سوى ست قطع فقط. وتُقدّر قيمة ساعة "بورتكو ميستري" رقم 3 بمبلغ 2,000,000 فرنك سويسري، أي ما يعادل 8,900,900 درهم إماراتي تقريباً، عند طرحها في المزاد.

للمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي لمزادات فيليبس.