تقديم جديد سيجول ساعة راترابانت سبليت سيكوندس كرونوغراف المحدودة
مرحبًا بك في "وقت" حيث الساعات تتحدث العربية
رحلة في سنوات بريجيه الأولى وابتكاراته الثورية
عندما نتحدث عن "بريجيه"، فإن أول الابتكارات التي تخطر في أذهاننا هي "التوربيون"، الاختراع الثوري الذي صُمم لمكافحة تأثيرات الجاذبية على دقة الساعة. ومع ذلك، فإن هذا الاختراع ليس الوحيد في بحر الابتكارات التي تركها إبراهيم-لويس بريجيه في عالم صناعة الساعات. فقد كانت مساهمات بريجيه في هذه الصناعة واسعة ومؤثرة، ولا يزال يلقي بظلاله عليها حتى اليوم.
وُلِد إبراهيم-لويس بريجيه في عام 1747 في مدينة نوشاتيل السويسرية، وانتقل إلى باريس في سن المراهقة للتدرب كصانع ساعات. ولم يمضِ وقت طويل حتى افتتح ورشته الخاصة في عام 1775 بشارع "كي دو لـ' هورلوج"، الذي يقع في جزيرة "إيل دو لا سيتي"، وجذب انتباه الجميع بفضل تصاميمه المبتكرة وموهبته الفائقة. خاصة بعد أن تم تقديمه إلى الحكومة الفرنسية بواسطة "آبي ماري"، التي كانت تُرشد صانع الساعات هذا في شبابه. وكانت ملكة فرنسا، ماريا أنطوانيت، واحدة من أكبر المعجبات باختراعات بريجيه، حيث طلبت العديد من القطع التي عززت سمعته بين الملوك.
في عام 1780، كشف إبراهيم-لويس بريجيه عن ساعة "بيربِتويل"، أول ساعة أوتوماتيكية مزوَّدة بآلية جديدة تمامًا للتعبئة الذاتية، وهو ابتكار لم يُزِد من شهرته في فرنسا فقط، بل في جميع أنحاء أوروبا. وقد حل هذا الاختراع مشكلة قديمة تتعلق بتعبئة الساعات يدويًا. وتشير كلمة "بيربِتويل" إلى الساعات ذات التعبئة الذاتية التي ابتكرها بريجيه، وهو إنجاز كبير في مسيرته، لا سيما في وقت كانت فيه العديد من المحاولات الأخرى قد فشلت في تطوير حل عملي لهذه المشكلة. صنع بريجيه آلية الوزن المتأرجح من البلاتين، التي أثبتت فعاليتها وموثوقيتها. وكانت أول ساعة "بيربِتويل" تم بيعها إلى دوق أورليان في عام 1780، وبهذا الحدث بدأت شهرة بريجيه تتوسع، حيث أصبحت ساعاته ذات التعبئة الذاتية شهيرة في محاكم فرساي وغيرها الكثير.
كانت ساعة "بيربِتويل" ثورية من الناحيتين التقنية والجمالية، فقد كانت ساعة تناسب الملوك، وما زالت تمثل شهادة على عبقرية بريجيه الاستثنائية. أقدم نموذج متبقي حتى اليوم هو "ساعة بيربِتويل ريبيتر 1/8/82"، التي تم صنعها في عام 1782. عرض هذا النموذج آلية الوزن المتأرجح المصنوعة من البلاتين، التي سمحت للساعة بتعبئة نفسها تلقائيًا.
في نفس الفترة، بدأ بريجيه في اختبار أنواع مختلفة من الساعات. ففي عام 1783، ابتكر أول ساعة بتعقيدة مكرر الدقائق تستخدم زنبرك الصنوج بدلاً من الجرس التقليدي. كما أدى سعيه المستمر نحو الدقة إلى تطوير نابض توازن بريجيه، الذي حسّن دقة الساعات وقلّل من التآكل على محور عجلة التوازن. وأصبح هذا الاختراع مكونًا أساسيًا في إرث بريجيه.
غيرت الثورة الفرنسية حياة بريجيه بشكل كبير، حيث اضطر لمغادرة باريس في عام 1793. وقضى بعض السنوات في سويسرا، ولكن تأثيره في عالم صناعة الساعات لم يتراجع. استمر في تطوير أفكاره الجديدة، وعند عودته إلى باريس في عام 1795، بدأ بالعمل على مشاريع أكبر ضمنت له مكانه في التاريخ.
بعد عامين، قدّم بريجيه ساعة "سوسكريبسيون" أو "ساعات الاشتراك"، وهي ساعات بسيطة نالت شعبية كبيرة بسبب تكاليفها المُسهلة وجودتها العالية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ساعة كبيرة يبلغ قطرها 61 ملم، وتعمل بعقرب واحد وتتميز بميناء مطلي بالإينامل. قام بريجيه بتسويق هذه الساعات عبر نشرة إعلانية، وبيعها بنظام الاشتراك، حيث كان العملاء ملزمين بدفع ربع السعر مقدمًا عند الطلب. وكانت هذه الساعات موثوقة ومعقولة التكلفة، مما أدى إلى نجاح كبير وجذب قاعدة عملاء جديدة واسعة.
لم تقتصر ابتكارات بريجيه على التحسينات الميكانيكية فقط. ففي عام 1799، كشف عن ساعة اللمس (تاكت)، وهي ساعة صُممت لضُعفاء البصر، تتيح لهم "قراءة" الوقت باللمس. كانت الساعة مزوّدة بمؤشر يحاكي موقع عقرب الساعة، مما قدّم حلاً عبقريًا لأولئك الذين لا يستطيعون رؤية الميناء.
كان من بين أشهر عملاء بريجيه الملكة كارولين من نابولي، التي حصلت على 34 ساعة وسبع ساعات حائط بين عامي 1808 و1814، مما جعلها واحدة من أبرز عملاء بريجيه. كانت كارولين الأخت الصغرى للملك نابليون، وقد حكمت جنبًا إلى جنب مع زوجها، الملك يواكيم مراد، من عام 1808 حتى 1815. وفي هذه الفترة، أسفرت علاقتها الخاصة ببريجيه عن تصميم أول ساعة يد. دُفِع جزء من ثمن الساعة في عام 1810، واكتملت الدفعة في عام 1811، وتم تسليمها في عام 1812. كانت الساعة فائقة النحافة وبشكل بيضاوي، تحتوي على تعقيدة مكرر الدقائق وميزان حرارة، ومثبتة على سوار من شعر منسوج مع خيوط ذهبية. ويُعرف هذا التصميم اليوم باسم "رين دو نابل".
وفي صيف عام 1813، عندما بلغ الصراع الأوروبي ذروته وفقدت الشركة العديد من عملائها الرئيسيين، جاءت الملكة كارولين لمساعدة بريجيه، حيث اشترت اثني عشر ساعة أخرى، ثمانية منها بتعقيدة مكرر الدقائق وأربع ساعات بسيطة، مما قدم دفعة مالية هامة للشركة في وقت كانت في أمس الحاجة إليها.
في عام 1815، حصل بريجيه على أحد أعلى الأوسمة في حياته عندما تم تعيينه صانع الساعات الرسمي للبحرية الفرنسية. لعبت دقة ساعات "الكرونومتر" التي صنعها دورًا حاسمًا في الملاحة، حيث ساعدت البحارة على حساب خط الطول في البحر بدقة أكبر بكثير. عزز هذا التعيين مكانة بريجيه كأحد أبرز صناع الساعات في العالم.
توفي بريجيه في عام 1823، ليُغلق بذلك أحد أهم فصول حقبة ذلك العصر، ولكن تأثيره لم ينتهِ هنا. فقد تولى ابنه، أنطوان-لويس بريجيه، إدارة الشركة وواصل العمل الذي بدأه والده، محافظًا على إرثه. لا يزال اسم إبراهيم-لويس بريجيه مرتبطًا بأعلى مستويات الحرفية، ولكن عبقريته الحقيقية تكمن في مجموعة الابتكارات الواسعة التي قدمها للعالم. ويقف إرثه على ساعاته فحسب، بل في قدرته المستمرة على دفع حدود ما هو ممكن، مع صنع ساعات تجمع بين الوظائف العملية والجمالية الفريدة. لقد أحدثت ابتكاراته تحولاً في صناعة الساعات، ولا يزال تأثيره قائماً على فن قياس الوقت حتى يومنا هذا.
تم حذف التعليق
This article is exclusively available in Arabic. If you would like to proceed to the page with English articles, Press Proceed