مقال أنواع التشطيبات التي تزين مكونات الحركة في الساعات

الانتباه إلى أدق التفاصيل، هو ما يجعل هذا الإبداع الهندسي تحفة فنية

التشطيب في صناعة الساعات الراقية يمثل قمة الزخرفة الفنية، فبقدر أهمية الدقة في صناعة الساعات، تفانى الحرفيون المهرة في زخرفة وتزيين مكونات الساعات من أكبر مكون إلى أصغرها، وهو مايعكس التفاني والخبرة التي يتمتع بها الحرفيون الماهرون. يتطلب هذا العمل الدقيق صبرًا هائلًا ومعرفة بعلم المواد المستعملة ومهارات متقدمة في التعامل معها.

بالتعمق وفهم التشطيبات على مكونات الحركة، يتجاوز التشطيب كونه مجرد زخرفة ليصبح علمًا وحرفة تتطلب فهمًا عميقًا للمواد وتركيباتها، بالإضافة إلى التفاعل الدقيق بين الدقة والأداء. في صناعة الساعات الراقية، لا يقتصر التشطيب على الجوانب الجمالية فحسب، بل يلعب دورًا حيويًا في ضمان وظائف الساعة وطول عمر بعض المكونات.

يعد التشطيب جزءًا لا يتجزأ من صناعة الساعات الفاخرة، حيث يمكن رؤيته في كل جزء من الساعة، بدءًا من العلبة إلى الميناء وحتى السوار. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في تطبيقه على مكونات الحركة. هذه الأجزاء الصغيرة والحساسة تتطلب تقنيات تشطيب لا تعزز مظهرها فحسب، بل تسهم أيضًا في دقة الحركة.

على سبيل المثال، تؤثر خشونة السطح بشكل مباشر على الاحتكاك وسلاسة انتقال الطاقة بين المكونات. وبما أننا لن نخوض في تفاصيل علم المواد هنا، يسعد فريق "وقت" أن يستعرض هذه المواضيع في مقالات مستقبلية للقراء المهتمين بالميكانيكا الدقيقة.

بالنسبة للعديد من العلامات التجارية الفاخرة وصانعي الساعات المستقلين، أصبح التشطيب في الحركات وسيلة للتعبير الفني. لتتحول الأسطح إلى لوحات لتكريم التقاليد والحرفية، مما يعكس براعة صانع الساعة.

أولا يعتمد مظهر أي مادة تُستخدم في صناعة الساعات على تركيبها الكيميائي، وهو مبدأ أساسي يحدد الأدوات والتقنيات المستخدمة في التشطيب. على سبيل المثال، يتطلب تلميع النحاس الأصفر نهجًا مختلفًا وأدوات مختلفة عن تلميع الفولاذ نظرًا لاختلاف صلابتهما. 

لتبسيط تعقيدات التشطيب، قام فريق "وقت" بجمع قائمة بأبرز التقنيات الشهيرة المستخدمة. وبينما لا تغطي هذه القائمة كل شيء، فإنها تسلط الضوء على الأساليب الأكثر رواجا.

 

الصقل "الأسود"

مصدر الصورة موقع مونوكروم

يُعرف أيضًا باسم" بولي نوار" في اللغة الفرنسية، أو الصقل كالمرآة، حيث ينتج هذا الأسلوب سطحًا أملسًا تمامًا على الأجزاء الفولاذية ليعكس الضوء بطريقة تجعل السطح يبدو أسودًا من زوايا معينة. يُستخدم الصقل "الأسود" غالبًا على البراغي والجسور وأجزاء الحركة الأخرى، مما يعكس دقة ومهارة الحرفي.

كوت دو جنيف

تُعرف أيضًا باسم أمواج أو خطوط جنيف، وهي تشطيب يتكون من خطوط متوازية متموجة تشبه تموجات الماء. يتم تطبيقها عادةً على الجسور والدوارات، مما يضيف عمقًا وأناقة إلى الحركة.

الشطف (أونجلاج)

يتضمن هذا الأسلوب شطف الحواف الحادة لمكونات الحركة بزاوية 45 درجة، متبوعًا بتلميعها لتصبح لامعة كالمرآة. لا يقتصر هذا الأسلوب على تحسين الجماليات، بل يقلل أيضًا من خطر تلف الحواف الحادة أثناء التجميع.

البيرلاج (Perlage)

يُعرف أيضًا بالتنقيط الدائري، حيث يغطي الأسطح بنمط من الدوائر المتداخلة الصغيرة باستخدام أداة دوارة. يُستخدم هذا التشطيب غالبًا على الأسطح المخفية مثل ظهر اللوحة الرئيسية، مما يعكس الاهتمام بالتفاصيل حتى في الأماكن غير المرئية.

النمط الحلزوني (Snailing)

 


مصدر الصورة موقع horlogerie-suisse
 

يُنشئ هذا الأسلوب أنماطًا دائرية أو لولبية على الأسطح المعدنية، ويُستخدم غالبًا لتزيين البراميل والتروس الكبيرة وحتى الموانئ الفرعية. يضيف هذا الأسلوب عمقًا بصريًا وملمسًا يعزز جاذبية الساعة.

النقش اليدوي

يتضمن نقش التصاميم أو النصوص على سطح الساعة أو مكوناتها باستخدام أدوات دقيقة. وبينما تُستخدم آلات الـ CNC أو الليزر للإنتاج مثل هذه النقوش على نطاق واسع، يظل النقش اليدوي علامة على الفخامة، مما يعكس براعة النقّاش.

فروستينغ

يُستخدم لإنشاء سطح غير لامع "محبب" بحبيبات دقيقة على الأسطح المعدنية، يشبه "الزجاج المسنفر". يوفر هذا الأسلوب تباينًا راقيًا مع العناصر المصقولة أو المشطبة، ويُرى غالبًا على جسور الحركة وكذلك الموانئ.

 

تأسر صناعة الساعات الفاخرة عشاقها بابتكاراتها وزخارفها ووظائفها. ومع ذلك، بالنسبة للعديد من الهواة، يُعد رؤية تشطيب الحركة من خلال ظهر العلبة الشفاف، التعبير الأسمى عن الفخامة. سواء من خلال براعة التلميع الأسود أو أناقة خطوط جنيف أو تعقيد النقش اليدوي، يجسد التشطيب جوهر صناعة الساعات الراقية.


0 تعليقات